كان الطقس حارا، وبحسب عادتى فى يوم هكذا، ذهبت الى البحر لاروض جسمى، واستمتع بلارتخاء تحت اشعه الشمس ، واستمتع بلارتخاء تحت الماء البارد، وبعد ان سبحت قليلا فى الماء البارد، خرجت من البحر وتمددت على الرمال وغمضت عينى وصرت اسرح بفكرى بين امور سمعتها فى اثناء الاسبوع او عشتها، ناسيا العالم الذى يحيط بى ، وفى ذلك اليوم ، كنت افكر فى معنى جمله لا اذكر المكان الذى سمعتها فى ولا الانسان الذى قالها لى (( من آمن بالله لن يرى الموت ابدا)) وحدثت نفسى وقلت :كيف يكون هذا ، وفى كل يوم يوارى الثرى عشرات الصديقين الصالحين؟
وبينما انا على هذا احال، تناهى الى اذنى صوت والد يدعو ابنه الى النزول فى الماء ، فتحت عينى فرأيت طفلا فى الرابعه او الخامسه من عمر، يقف على حافه البحر ويتردد فى النزول الى الماء ، فالماء عميق وهو لا يحسن السباحه ،وكان ابوه فى البحر يمد اليه يداه، ويشجعه على النزول ، لكن الطفل كان ينظر الى الماء فيرتاب ويتسمر فى مكانه ، وعندما عجز الاب عن اقناع صغيره ، بدأ يبتعد عنه رويدا وذراعاه ممدوتان لاستقبال ابنه، فأحال الطفل عينيه عن الماء ، ونظر الى ابيه ورآه يبتعد عنه ، ومن شدة حبه لابيه نسى الماء وعمقه وألقى بنفسه فى البحر وعيناه مثبتتان فى عين أبيه ، فاسرع الوالد وامسك بأبنه ، وصار يسبح وصغيره بين ذراعيه.
وعندئذ لمعت فى رأسى فكره .. لم ير الطفل الغرق حين ثبت عينيه فى عينيى أبيه.. اجل من آمن بالله لن يرى الموت ابدا.