[b]لـمـاذا يـصـرّ مـن نـحـاول هـدايتــه عـلى خـطـيـئـتــه.....
الـصبر لـيـس الـتخاذل امـام الـمـوجـود والـحيـاد تـجـاه الـنـواقــص. فالـمؤمـن يسعــى الـى تـغـيـيـر الـعالـم. غـيـر ان بـشارتـه قـد تـطـول وقـد لا يـستـمـع الـيــه الـنــاس اذا شـهـد وتـكــلّـم. فهـنـاك عنـصر الــزمان ولا نقـدر ان نـمـلـي علـى الآخـريـن الـحـقـيقــة امـلاءً.
لـمـاذا يـصـرّ مـن نـحـاول هـدايتــه عـلى خـطـيـئـتــه؟ هـنـاك ما يسمّيــه بـولـس "سـر الإثـم" اذ لا يـعــرف احـد متـى تـحـل الـنعــمــة او مـتـى يتقبـلهـا هـذا الـذي نصلـي نحـن مـن أجلــه.
ففي النـفــس "حنطــة وزؤان" وليــس بمقـدورك دائمـا ان تـقـتـلع الـزؤان.
والـمـلحــوظ ان أكثـر الـنــاس يبـقـى عـلـى الشــر الـذي تـرعرع فـيــه وان التــوبــة الـنـصـوح نـادرة وأقصــى ما تستطـيـعــه انـت ان تنـتـظــر وتـحـب. ومعــنـى ذلـك انـك تـعــايــش فــي الـدنيـا بشرا متفاوتـيـن فـي الـتــقـوى وفـي الإخـلاص وانــه علـيــك ان تـتـقبــلـهـم لـكــونــهـم اخــوة لـك ولـعــل حظـهـم الوحـيـد فـي الاهتـداء ان يــروا إخـاءك لهـم واحتـمـالــك لـمـا يـغـيــظـــك فـيــهـم ولــما يـصدمــك.
وقـد يجــرحــك هـذا او ذاك كـل يــوم بسبــب مـن عـداوة متـأصـلــة وغيــرة مريـضــة. وإذا رأوك يـتــوتــرون وقـد يـريـدون إذلالـــك بـغضـا وظــلـمـا. فـإذا تـضـجــرت او رددت لـهــم الكــيــل كيـلـيـن، فـهـذا يـزيــد عــداءهـم وتشنــجهـم وأنــت قــادر ان تشـفيـهــم بالـحـلـم وطـول الأنـاة. وقد عيّـنـك الـلـــه طبيبـــا لـهــذا الــذي يــؤذيـك لأنــك انـت تـعـــرف الـجـــرح الـذي فيـــه.
الـلـه هـو الشــافـي الأكبر لأنـه الصابـر الأكبــر. انـه ينـتـظـر عودتـنـا، يـدعـونـا الـيـهـا ولا يـغـتـصبـنـا الــى الـفـضـيـلـة ويـمـدنـا بالــزمان لـعـلـنـا "نـقـرف" مـن الـخطيئــة او نـحبـه عـليـهـا ونــرى راحتـنــا عـنـده. والـصبـر مـرتكــز على الـرجـاء فـفـي الـمـواجهــات تحـتــاج الـى رفــق وســلام لـتتــقبــل قــلــة الـتهـذيــب وســوء الـمعامـلــة والكيــد وإرادة الـقــهــر.
ان تـقبـل الآخـر فـي عـلتــه وعـيـبــه يـبــدأ بـأنــك تـعـتــرف انـك لا تقدر علـى تـبـديــل شـيء فـي النـاس ما لـم يـغيــروا هــم مـا في نـفــوسـهـم. الـعـهـد الـجـديــد يـعـلّــم عـن صبــر الـمسيــح وصبـر القــديسـين. هـذا هــو الصبــر فـي يســوع. ان كنــت فـي الـمسيــح فـلا نكــايــة عنــدك ولا نكـد ولا نـقـمــة ولا صفـع ولا ردة فعــل وتتـراجع وتسلّــم بالحــق لتخـرج مــن الظـلمــة التـي فـيـك.
[/b]